خطار التعرض للشمس
--------------------------------------------------------------------------------
كل صيف يتطلع الناس الى ارتياد الشواطئ للتمدد والتمتع بأشعة الشمس. وهم يسمعون ان التعرض المفرط للشمس قد يؤدي الى الاصابة بسرطان الجلد، لذا تراهم ياخذون قليلاً من الاحتياطات، وكثيرون يستخدمون مرهماً حاجباً لأشعة الشمس يؤمن عامل وقاية قد يزيد 15 ضعفاً على الوقاية الطبيعية، ويعتمر آخرون قبعات وفي اعتقادهم ان هذه طريقة آمنة في اكتساب اللون الاسمر الجذاب..
ولكن ثمة مشكلة واحدة هي ان الابحاث تشير الى غير ذلك. فمن جراء التعرض للشمس، سيصاب كثيرون هذه السنة بسرطان الجلد، وبعضهم سيلقى حتفه. وسيصاب آخرون بأذى في عيونهم او جلودهم، وسيلحقق ضرر باجهزة المناعة لدى اخرين فيصيرون اكثر قابلية للاصابة بالعدوى والمرض.
السمرة الخطرة
اشعة الشمس فوق البنفسجية هي السبب الرئيسي لسرطان الجلد
ازدادت الاصابات بسرطانات الجلد الى حد أذهل الباحثين. ويقر الخبراء بأن اشعة الشمس فوق البنفسجية هي السبب الرئيسي لسرطان الجلد.
"الاكاديمية الامريكية لعلم الجلد وأمراضه" تقر هذه الحقائق. وقد طُرح السؤال على 18 خبيراً طبياً بالامراض الجلدية: "هل هناك طريقة آمنة لاكتساب السمرة؟" فكان جوابهم مباشراً وصريحاً: "كلا". وهذه هي الحقيقة. فالعلماء العارفون بالجلد البشري يؤكدون ان كل سبل الاسمرار بالشمس خطرة من دون استثناء.
ندوب دائمة
بدأت في الثلاثينات فكرة ان اسمرار الشمس "صحي" واعتقد الناس ان الجسم النحاسي اللون هو رمز اللياقة البدنية والنشاط. ولكن كان ذلك بعيداً عن الواقع. ان اسمرار الشمس ليس دليل عافية مطلقاً، بل هو وسيلة دفاع قاسية. انه محاولة جسمك اليائسة لحمايتك من ضرر قد يكون غير قابل للاصلاح.
ان احتمال اصابتك بسرطان الجلد يتوقف، من ناحية، على نوعية جلدك. فقد صنف الباحثون الطبيون الناس فئات تراوح بين الفئتين 1 و 2 الاشد خطراً والفئة 6 الادنى خطراً. افراد الفئتين 1 و 2 هم عادة ذوو عيون زرقاء او خضراء او بنية وشعر احمر او اشقر ونمش. ويُصنف ذوو الجلد القاتم والاسود في الفئتين 5 و 6 وهؤلاء يكتسبون سمرة وافرة نادراً ما تتحول احتراقاً.
عواقب التعرض للشمس
من المؤسف ان الناس، حتى اصحاب البشرة السمراء، لا يحظون بمناعة ضد سرطان الجلد او اي تلف اخر تسببه اشعة الشمس. ومن الاخطار المحتملة:
ادهنوا بشرتكم المعرضة للشمس بمرهم واق
* الشيخوخة المبكرة: الاشعة فوق البنفسجية تتلف الالياف المرنة التي تحفظ الجلد مشدوداً ليناً وتسبب الشيخوخة المبكرة. وقد اكتشفت ملايين النساء المتباهيات باكتساب تلك السمرة الذهبية التي توحي شبابأً ونضارة، ان حمامات الشمس على مدى سنوات أدت الى اصفرار جلودهن وارتخائها وتجعد البشرة وترهلها سريعاً.
* أذى العينين: ان تعرض العينين للاشعة فوق البنفسجية على مدى سنوات قد يسمر عدسة العين الصافية. وقد ينتهي الامر الى الاصابة بالسد (إعتام عدسة العين) او بعمى جزئي.ويكمن في صالات الاسمرار الاصطناعي خطر زائد على العينين، حيث تنبعث من المصابيح دفعات كبيرة من الاشعة الخطرة فوق البنفسجية. وبحسب الجمعية الطبية الامريكية فان "مجرد اغماض العينين واستخدام نظارات شمسية عادية ووضع قطن على العينين قد لا تكفي لتلافي الضرر".
* تعطل جهاز المناعة: ان اخطر ما ينجم عن التعرض للشمس هو التأثير المحتمل في جهاز مناعة الجسم.
في دراسة اجريت في اوستراليا اخضع متطوعون لاثنتي عشرة جلسة دامت كل منها 30 دقيقة، بتسليط أشعة مصابيح شمسية على اجسادهم. ومن ثم جرى فحص خلايا دمهم لتحديد قدرتها على صد السرطان الخبيث.فتبين ان خلاياهم "الطبيعية القاتلة" نقص عددها وفقدت كثيراً من قدرتها على مكافحة المرض، حتى بعد اسبوع من توقف تعريضهم للاشعة فوق البنفسجية.